جودة البحث العلمي التطبيقي في الجامعات الليبية: معالم الواقع وتحديات المستقبل
الخلاصة
تزداد يوما بعد آخر أهمية البحث العلمي الرصين وخاصة في الدول المتقدمة، هذا مع تقدم نسبي للبحث العلمي في الدول النامية مقابل تراجع في اخرى، في ليبيا.
و بالرغم من التقدم الذي شهده ميدان البحث العلمي من خلال انشاء العديد من المراكز البحثية وازدياد عدد المعاهد العليا والجامعات، وانتشارا للمنتوج العلمي فان المقدم ظل مرتكزا أساسا في مجالات العلوم الانسانية وعلوم البيئة تقريبا، مع ازدياد عنصر الكم وغاب عنصر الكيف، فعدد الورقات العلمية المنشورة في الدوريات العلمية المحكمة الدولية لازال ضعيفا جدا نتيجة لعدم التزامها بقواعد ومعايير الجودة في البحث العلمي، وذلك بسبب التأخر في تطوير ادوات البحث والتواصل. و في الوقت الحالي تعاني منظومة البحث العلمي في الجامعات الليبية تراجعا ملحوظا بسبب العديد من المعوقات اهمها الاستقرار السياسي والاداري مع ضعف شديد في الانفاق وشبه انعدام للتواصل فيما بينها. ومن المعلوم اليوم ان تقييم الجامعة ودرجة تصنيفها اكاديميا مرهون بجودة بحوثها ومخرجاتها العلمية. ويوضح هذا البحث ويرشد الى ضرورة إعداد خارطة بحث وطنية للبحث العلمي، وإنشاء مجلس اعلى يهتم بالأبحاث العلمية خاصة التطبيقية منها واخضاعها لمعايير الجودة، مع التواصل الجدي مع المراكز البحثية في الدول المتقدمة للاستفادة من الخبرات العالمية في كل المجالات، كما تمت الإشارة إلى العوامل التي أوصلت وضع البحث العلمي إلى دون المستوى المطلوب، والصعوبات التي تعيق الجامعة والباحث. وتخلص هذه الورقة البحثية الى اشكالية جودة البحث العلمي التطبيقي، باعتباره المادة الجوهرية لدراسة كافة المشكلات العلمية ومسبباتها مع محاولة إعطاء بعض من الحلول الناجعة والمناسبة، من اجل اللحاق بركب الدول المتقدمة علميا.