جدلية الاعتراف والبوح في الرّواية النّسائيّة الجزائريّة
Abstract
تروم هذه الدراسة البحث في استراتيجية الرواية النسائية،التي تمتح من قوة الحساسية لتعاين بشفافية ماهية خريطة وجود المرأة في لحظات تأزمها، فتسبر عالمها الداخلي الملتبس برؤية جريئة تمكن الفعل الروائي من السيرورة الدرامية ،لارتكازها على لغة البوح وشجون الذكريات الحافرة في ماهيات التفاعل الأنثوي. كما تسعى دراستنا كذلك إلى تصوير أزمة المرأة وصراعها النفسي الداخلي الذي تتخبط فيه، صراع الأنا مع الذات ومع الآخر وما ينجر عنهما من تناقضات على مستوى الفكر والهوية والمصير.
لقد انفتحت الرواية النسائية على الوجع الأنثوي في محاولة منها لإيصال صوت المرأة الذي يرفض التهميش والاضطهاد ،كما انفتحت على أشكال تعبيرية أخرى كفن الاعتراف والمذكرات، وفي هذا السياق من التجريب الإبداعي ولدت رواية السيرة الذاتية ،التي جاءت استجابة طبيعية لمسألتين مهمتين؛ الأولى استجابة لقانون التطور في الجنس الأدبي ذاته ضمن دائرته الأوسع وتقاطعاته مع غيره من الفنون التي تتماس معه، والثانية استجابة لحرية الكتابة التي بدأت الروائيات يجنحن إليها في عالم مليء بالأفكار على الرغم من خصوصية التجربة الفردية، وضمن هذا المناخ الإبداعي والإنساني جاءت رواية رجالي للكاتبة "مليكة" مقدم مستفيدة من كل ذلك التطور في البناء الروائي بالاعتماد على استراتيجيات سردية كالتأرجح بين عمليتي الاعتراف والبوح لتبدأ بعدها عملية مساءلة الذات قصد إفراز مكبوتاتها والعودة إلى ذاكرتها.